عصفورة الشرق عضو في طريق الأبداع
عدد المساهمات : 162 نقاط : 229 السٌّمعَة : -1 تاريخ التسجيل : 02/08/2009
| موضوع: مقالة جميلة ورائعة عن دمشق السبت أغسطس 29, 2009 8:09 am | |
| مقالة جميلة ورائعة عن دمشق
شقيقة بغداد اللدودة، ومصيدة بيروت، حسد القاهرة، وحلم عمان، ضمير مكة،غيرة قرطبة، مقلة القدس، مغناج المدن وعكاز تاريخ لخليفة هرم.إنها دمشق امرأة بسبعة مستحيلات، وخمسة أسماء وعشرة ألقاب، مثوى 1000 ولي ومدرسة عشرين نبي، وفكرة خمسة عشر إله .إنها دمشق الأقدم والأيتم، ملتقى الحلم ونهايته، بداية الفتح وقوافله، شرود القصيدة ومصيدة الشعراء. منعلى شرفتها طلّ هشام ليغازل غيمة أموية عابرة، بعد أن فرغ من إرواء غوطتهابالدم، ومنها طار صقر قريش حالماً، ليدفن تحت بلاطة في جبال البرينيه.إنهادمشق التي تحملت الجميع، قوادين وحالمين، صغار كسبة وثوريين، عابرين ومقيمين، مدمني عضها مقلمي أظفارها وخائبين وملوثين، طهرانين وشهوانيين.....رُضِعت حتى جفّ بردى، فسارعت بدمها بشجرهاوظلالها، ولما نفقت الغوطة، أسلمت قاسيونها (شامتها الأثيرة) يلعقونهيتسلقونه، يطلون منه على جسدها، ويدعون بعضهم ليأخذوا حصتهم منبراءتها، حتى باتت هذه مهنة من يحبها ومن لا يقوى على ذلك لكنها دمشق تعودفتية كلم! ا شُرِقَ نقي عظامها.إنها دمشق أيها العرب العاربةوالمستعربة قِبلة سياحكم، ومحط مطيكم، تمنح لقب الشيخ لكل من لبس صندلا واعتمر دشداشة ولا تعترف إلا بشيخها محي الدين بن عربي، الذي صرخ منها : "إلهكم تحت قدمي"(حكاية ابن عربي المشهورة في دمشق لما جمع الناس صائحا إلهكم تحت قدمي، وكان يدوس ديناراً ذهبياً).1 هو من لم تتسع له الأرض، حضنته دمشق تحت ثديها ألبسته حياً من أحيائها وقالت له انطلق أنت أجلُّ الأموات فغنى لها " كل ما لا يؤنث لا يعول عليه"إنهادمشق لا تعبأ باثنين، الجلادين والضحايا، تؤرشفهم وتعيدهم بعد لأي ٍعلىشكل منمنمات تزين بها جدرانها أو أخباراً في صفحات كتبها، فيتململ ابنعساكر قليلا يغسل يديه ويتوضأ لوجه الله ويشرع بتغطيس الريشة في المحبرة،لا ليكتب بل ليمرر الحبر على حروف دمشق المنجمة في كتابها المحفوظ.دمشق التي تتقن كل اللغات ولا أحد يفهم عليها، دمرَّهولاكو بغداد وصار مسلماً في دمشق، حرر صلاح الدين القدس وطاب موتاً فيدمشق، قدم لها الحسين إبن علي ويوحنا المعمدان وجعفر البرمكي رؤوسهم كيترضى دمشق، وما بين قبر زينب وقبر يزيد خمس فراسخ ودفلى على طريقةدمشق.إنها دمشق لا تحب أحداً، ولا تعبأ بكارهيها، متغاوية ووقحة تركلعشاقها خارجاً بقسوة نادرة كي لا ينسفح الكثير من دمهم، وتتفرغ للغرباءالذين ظنوا أنفسهم أسيادها ليستفيقوا فجأة وإذ بهم عالقين تحتأظافرها...لديها من الغبار ما يكفي لتقص أثر من سرقها فتحيله متذرذراً على جسدها.لديها من العشاق ما يكفي حبر العالم.لديها من المآذن ما يكفي ليتنفس ملحديها عبق تسبيح الملائكة، ومن المداخن ما يكفي "لتشحير" وجه الكون.لديها من الموت ما يكفي لينفخ اسرافيل في (الصور) معلناً قيامتهم جميلين، ليعانقوا الموتى الآخرين " للمرة الأولى والأخيرة " 2ولديها من الوقت ما يكفي لترتب قبلة مع مُذنَّب عابر، ومن الشهوة ما يدعو نحل الكون لرحيقها.لديها من الصبر ما يكفي لتنتشي بهزة أرضية، ومن الأحذية و"الشحاحيط " المعلقة في سوق الحميدية ما يكفي للاحتفال بخمسين دكتاتور. لديهامن الحبال ما يكفي لنشر الغسيل الوسخ للعالم أجمع، ومن الشرفات ما يكفي سكان آسيا ليحتسوا قهوتها ويدخنوا حمرا طويلة على مهل. لديها من ! القبل ما يكفي كل حرمان المجذومين، ومن الصراخ ما يكفي ضحايا نكازاكي وهيروشيما الذين لم يكن لديهم وقت لديها من الخمر ما يكفي كي يثمل العرب جميعاً، ومن النوم ما يكفي كل ما حلم به الأنبياء.لديها من النهايات ما يكفي ثمانين إلياذة، ومن الأجنة ما يكفي لتشغيل الحروب القادمة.لديها شعراء بعدد شرطة السير، وقصائد بعدد مخالفات التموين، ونساء بكل ألوان الطيف وما فوق وتحت البنفسجي والأحمر. لافضول لدمشق، لا تريد أن تعرف ولا أن تسرع الخطى، ثابتة على هيئة لغز، الكليلهثُ يرمحُ يسبحُ، وهي تنتظرهم هناك إلى حيث سيصلون.دمشق هيالعاصمة الوحيدة في العالم التي لا تقبل القسمة على اثنين في أرقى أحيائها تسمع وجع الطبالة، وفي ظلمة حجرها الأسود يتسلق كشاشي الحمام كتف قاسيون ليصطادوا حمامة شاردة من المهاجرين.دمشق لا تُقسم إلىمحورين، فليست كبيروت غربية وشرقية، ولا كما القاهرة أهلي و"زملكاوي " ولاكما باريس ديغول وفيشي ولا هي مثل لندن شرق وغرب نهر التايمز ولا كما دبي (بر دبي وديرة) ولن تكون كعمان فدائيين وأردنيين، ولا كبغداد منطقةخضراء وأخرى بلون الدم ....دمشق مكان واحد فإذا طرقت بابتوما ستنفتح نافذة لك من باب الجابية، وإذا أقفل باب مصلى فلديك مفاتيح باب سريجةلاتتعب نفسك مع دمشق ولا تحتار فهي تسخر من كلاهما من يدعي أنه يحميها ومنيهدد بترويضها، فتود أن تعانقها أو تهرب منها، تلتقط لها صورة أو تحمضهاكلها، تود أن تدخلها فاتحاً أم سائحاً، مدافعا أو ضحية، ماحياً أو متذكراًكل شيء دفعة واحدة.فتخرج سيجارة حمرا طويلة تشعلها بخمسةأعواد كبريت ماركة الفرس، وتقول جملة واحدة للجميع (إنها دمشق يا منتجهلون العراقة والتاريخ). | |
|
majnoon مدير العام
عدد المساهمات : 365 نقاط : 510 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/06/2009 العمر : 35 الموقع : https://lelamenamr.ahlamontada.com
| موضوع: رد: مقالة جميلة ورائعة عن دمشق الجمعة نوفمبر 20, 2009 10:00 pm | |
| مشكوووووووووووووووووووووووووورة عسفورة بجد بتجنن القصيدة يعطكي الف عافية | |
|