السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة التين
بسم الله الرحمن الرحيم
والتين و الزيتون (1) و طور سينين (2) و هذا البلد الأمين (3) لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم (4) ثم رددناه أسفل سافلين (5) إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون (6) فما يكذبك بعد بالدين (7) أليس الله بأحكم الحاكمين (
صدق الله العظيم
تفسير بعض الكلمات الصعبة:
طور سينين: جبل المناجاة لكليم الله موسى
ممنون: مقطوع
تفسير بعض الآيات من صفوة التفاسير و ابن كثير:
(و التين و الزيتون) قيل أقسم الله بالتين و الزيتون لعظيم فائدتهما و بركتهما.
(و طور سينين) و أقسم الله بالجبل الذي كلم الله موسى و هو (سيدنا موسى) واقفا عليه. و هو جبل طور سيناء
(و هذا البلد الأمين) أقسم الله بمكة، التي يأمن من فيها على نفسه و ماله
(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) هذا هو المقسم عليه و هو أنه تعالى خلق الإنسان في أحسن صورة و شكل منتصب القامة سوى الأعضاء حسنها.
(ثم رددناه أسفل سافلين) أي أن مصيرهم إلى النار إن لم يطيعوا الله ويتبعوا الرسل.
(إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون) فاستثنى من جنس الإنسان عن الخسران الذين آمنوا بقلوبهم و عملوا الصالحات بجوارحهم "فلهم أجر غير ممنون" أي غير مقطوع.
(فما يكذبك بعد بالدين) أي يا ابن آدم ما الذي يجعلك تكذب بالجزاء في المعاد و لقد علمت البداءة و عرفت أن من قدر على البداءة فهو قادر على الرجعة بطريق الأولى فأي شئ يحملك على التكذيب بالمعاد وقد عرفت هذا؟ . و قيل المقصود أبعد ما علمت يا أيها الانسان كيفية خلقك و نعمة الله في تسويتك و حسن تصويرك، أهل تكذب بالبعث و الحساب.
(أليس الله بأحكم الحاكمين) " أي أليس الله أحكم الحاكمين الذي لا يجور و لا يظلم أحدا و من عدله أن يقيم القيامة فينتصف للمظلوم في الدنيا ممن ظلمه. وقد قدمنا في حديث أبي هريرة
مرفوعا "فإذا قرأ أحدكم والتين والزيتون فأتى على آخرها "أليس الله بأحكم الحاكمين" فليقل: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين".